الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم أن يكثر من الاستغفار في كل وقت على كل حال، وليس هناك تحديد لعدد الاستغفار في اليوم أو المجلس الواحد، وما ورد في الأحاديث التي أشرت إليها وفي غيرها مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على تحديد ذلك لعموم الأمر بالإكثار من الاستغفار في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال الله تعالى: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ {هود:3}، وعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. رواه أبو داود وصححه الألباني. وعنه ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة. رواه النسائي. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّهُ لَه من كُلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه من حيثُ لا يحتسِبُ. وقد ضعفه بعض أهل العلم، وقال عنه ابن حجر العسقلاني في الأمالي المطلقة: حسن غريب. وقال عنه المنذري في الترغيب والترهيب: لا ينزل عن درجة الحسن، وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما.
وجاء في شعب الإيمان للبيهقي: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسَكُمْ، وَأَيْنَ مَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَنْزِلُ الْبَرَكَةُ.
والله أعلم.