الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد شدد الشرع في أمر تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية، فهنالك حدود لهذا التعامل لا يجوز تجاوزها سدا للذريعة، ومنعا لأسباب الفتنة، وراجعي الفتوى رقم: 74797، ففيها بعض النصوص الدالة على ذلك.
والدردشة بين الرجل والمرأة أجنبية واحدة من وسائل انتشار الشر والفساد، وانظري فيها الفتوى رقم: 30548، فلا يجوز للمسلم أن يقوم بذلك بدعوى أن هذه المرأة بمثابة الأم أو لكبر سنها، فهذه علة عليلة، وقد قيل ما من ساقطة إلا ولها لاقطة، فقد يفتن بها مع كل ما ذكر، خاصة وأن الشيطان للإنسان بالمرصاد، فقد يزين للشاب مثل هذه الدعاوى حتى يوقعه في شراكه باستدراجه إلى المعصية، ولذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}. والمؤمن لا ينخدع بمثل هذا لما وهبه الله من نور البصيرة، فيفوت على الشيطان حيله، ويفسد عليه مكره.
والله أعلم.