الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعنى: أن الإسناد الذي ذكره ابن أبي عاصم -رحمه الله- ضعيف، وإن كان الحديث في نفسه صحيحًا؛ لوروده بإسناد صحيح غير إسناد ابن أبي عاصم، سواء أكان الإسناد الصحيح عند ابن أبي عاصم في موضع آخر أو عند غيره، ولذلك تجده يقول: لكن الحديث صحيح بما بعده، أو: لكن الحديث صحيح قطعًا؛ فإن له شواهد من حديث عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وثوبان، وشداد بن أوس، بعضها صحيح الإسناد، وقد خرجتها في "الصحيحة"...
وهذا التعبير صحيح، وإن كانت عبارات العلماء تتفاوت في التعبير عنه، فمنهم من يقول: قد صح الحديث من طريق آخر، أخرجه فلان، وفلان، ونحو ذلك.
وللإمام الترمذي تعبير آخر، فيقول: وَفِي الْبَابِ عَنْ ..... وهَذَا حَدِيثٌ (أي: الحديث الذي أورده) غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ...
وأحيانا يقول -مثلًا-: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وسَمِعْت مُحَمَّدًا يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
وإن كانت عبارته تعني ورود نفس معنى الحديث عن طريق آخر، ولكن لا يلزم صحة هذا الطريق، بل قد يكون صحيحًا، وقد يكون حسنًا، وقد يكون ضعيفًا.
وممن يستعمل نفس مصطلح الشيخ/ الألباني: الشيخُ/ شعيب الأرناؤوط -حفظه الله-، ومساعدوه في تحقيقهم للمسند، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجه.
والله أعلم.