الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي -وفقك الله لطاعته- أن العشق مرض من أمراض القلوب لأنه لا يتمكن إلا من قلب فارغ من محبة الله معرض عنه متعوض عنه بغيره، كما قال
ابن القيم رحمه الله في كتابه النافع "الداء والدواء"، ولكن لو كان العشق من غير تسبب الإنسان فيه وتهييجه كرجل وقع بصره على امرأة فعشقها ولم يعمل بسببها محرماً كخلوة ومراسلة ونحوهما، ففي هذه الحالة يكون معذوراً، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج ناجح لهذا المرض، ألا وهو الزواج، كما قال صلى الله علي وسلم:
لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح. رواه
ابن ماجه عن
ابن عباس وصححه
الألباني في صحيح الجامع الصغير.
فإن أمكن أن تتزوجي من هذا الرجل فوكلي من يدعوه ليتقدم للزواج منك لعل الله أن يقدر في ذلك خيراً.
واعلمي أن لقاءه والحديث معه، والخلوة به ونحوها من الأمور المحرمة ولو لم تؤد إلى الوقوع في الفاحشة الكبرى، وكثيراً ما يفضي مثل هذا العشق وتوابعه إلى الفاحشة فلتحذري من ذلك أشد الحذر.
واشغلي نفسك بالطاعات من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والتضرع لله أن يصرف عنك هذا العشق.
هذا وللعشق جملة علاجات يتدرج فيها الإنسان بسطها الإمام
ابن القيم في كتابه المذكور في أول الجواب، يمكنك قراءتها فيه أو الرجوع إلى ملخصها في الفتوى رقم:
9360.
والله أعلم.