الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا الحديث عن علامات ومظاهر سخط الله تعالى على العبد، وذلك في الفتوى رقم: 270682، فراجعها، ولا يمكن اعتبار عدم توفيق المرء لعبادة ما دليلا على غضب الله عليه، فمعلوم أن الإنسان إذا عقد العزم على فعل الطاعة ثم حال بينه وبينها حائل وصرفه عنها صارف لا دخل له فيه كتبها الله ـ بمنه وكرمه ـ حسنة كاملة، كما جاء في الصحيحين : فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وانظر الفتوى رقم: 22692.
غير أنه إذا تكرر الأمر من الشخص وصار شبه عادة له، بحيث ـ في الغالب ـ لا يريد طاعة إلا منع منها فليراجع نفسه، وليتب إلى الله تعالى، وليعلم أن ذنوبه هي التي قيدته عن الطاعة، وقد قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ: أعياني قيام الليل، قال: قيدتك خطاياك.
ولا شك أن الذنوب من أعظم أسباب سخط الجبار فليبادر صاحبها إلى التوبة والاستغفار.
والله أعلم.