الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة أسلمت، وبقيت على إسلامها، فلا مانع من زواجها إذا تركت العلاقات المحرمة وتابت إلى الله، ولا عبرة حينئذ برفض أصحابك، فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أما إذا بقيت على علاقة بأجنبي، فلا تتزوجها ولو نصحك أصحابك أو غيرهم بزواجها، والواجب عليك أن تتوب إلى الله، وتبتعد عن االعلاقات المحرمة بالنساء، واحرص على الزواج بامرأة صالحة عملاً بوصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. (متفق عليه)
واعلم أن الاختلاط في الجامعات بين الشباب والفتيات أمر منكر يجرّ إلى المجتمع كثيراً من البلايا والفتن، ويفتح أبواب الفساد والشرور، و إذا كانت هناك حاجة للدراسة في الأماكن المختلطة، فالواجب مراعاة أحكام الشرع وآدابه في التعامل بين النساء و الرجال الأجانب، وراجع الفتوى رقم : 2523.
وأخيرا ننبهك إلى خطورة التهاون في امتثال أوامر الله تعالى وانتهاك محارمه، فما حرمه من أسباب الفتنة بالنساء من المخالطة لهن والخلوة بهن، وأحرى ما هو أكبر من ذلك من اللمس ومقدمات الفاحشة لا يبيحه التراضي بين الطرفين أو رشدهما ولا غير ذلك.
والله أعلم.