الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم:
6880، بيان حكم الأكل ممن ماله حرام أو اختلط بالحرام، وبينا أن من كان جميع ماله من الحرام حرم الأكل منه، ومن كان أكثر ماله حرام كره الأكل من ماله، إلا أن يكون طعامه قد اشتراه بعين المال الحرام فيحرم، وهذا يقال أيضاً في قبول ما يأتي من الهدايا.
ولا ريب أن الأورع هو تجنب الأكل والتعامل المادي مع من كثر الحرام في ماله، وقد أرشد الشارع إلى اجتناب ما لا يتيقن المرء حله بقول:
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. أخرجه
الترمذي والنسائي، ولا سيما مع عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:
كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به. رواه
الطبراني وأبو نعيم في الحلية، وصححه
الألباني في صحيح الجامع.
ويتقوى هذا بأن الأصل في من يحترف المحرمات أن يهجر، ومن تمام هجره عدم قبول هديته أو دعوته، ولعل في امتناع أكل الصالحين عنده أو قبول هديته ما يدعوه إلى التوبة، واستبدال الحرفة المحرمة بعمل حلال.
والله أعلم.