الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد:
فالبدعة لها إطلاق لغوي وإطلاق شرعي، أما من حيث الإطلاق اللغوي، فيجوز أن تقسم هذا التقسيم، لأن البدعة من بدع فلان الشيء يبدعه بدعاً، وابتدعه إذا أنشأه وفعله ابتداءً، وقد يكون ذلك الابتداع إبداعاً مستحسناً، فتكون البدعة حسنة، وقد يكون مستهجناً فتكون البدعة سيئة.
وأما الإطلاق الشرعي للبدعة، فلا يصح فيه هذا التقسيم، لأن البدعة بهذا المعنى هي الأمر المحدث في الدين، ولا شك أن ذلك سيئ مذموم على كل حال؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملاً، كما في الصحيحين عن عائشة، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبه: وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. كما في صحيح مسلم وغيره.
والله أعلم.