الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يأجرك على نيتك الصالحة، وأن يوفقك إلى ما يرضيه. وقد بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 53469، 140910، أن الأليق بالمرأة والأحوط لها في دينها هو القرار في البيت، كما أمرها الله، ومع ذلك فإنها إذا احتاجت للعمل أو احتاج له مجتمعها فلها أن تمارس منه ما يتلاءم وطبيعتها وأنوثتها، وعمل الهندسة قد لا يناسب المرأة من الناحية البدنية، ولا من ناحية الاختلاط الذي لا يكاد ينفك عنه، كما ذكرت.
وحتى العمل بالتدريس للطلاب، يحتوي جملة من المحاذير؛ إذ العادة أنه لا يخلو من اختلاط غير منضبط، وقد بينا بالفتوى رقم: 105835، الضوابط الشرعية لخروج المرأة للعمل، فاحذري الوقوع فيما حرم الله .
ولكن مع شدة الرغبة لديك في العمل، يمكنك العمل بصور أخرى تتناسب مع الضوابط الشرعية، كالعمل في مجال البحث، في علم الاتصالات، وإفادة المسلمين بهذه الأبحاث، وكذلك التدريس للنساء، نحو ذلك، وهذه المجالات، وإن كانت ضيقة فالقاعدة أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه، وراجعي الفتوى رقم: 161163. وطالما حسنت نيتك، ولم تقصدي الرياء، والمفاخرة؛ فنرجو لك الأجر، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 52486، 76784.
والله أعلم.