الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك: المبادرة بالتوبة إلى الله -عز وجل-، وقطع هذه العلاقة فورًا، وإذا صحّت توبتك، فأبشري بقبول التوبة، وعفو الله، وستره عليك في الدنيا والآخرة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، ومِن صدق التوبة: أن يجتنب العبد أسباب المعصية, ويقطع الطرق الموصلة إليها, ويحسم مادة الشر، فاحذري من التهاون, واتباع خطوات الشيطان، وبادري بإلغاء كل ما كان بينك وبين هذا الرجل من مراسلات وصور، وأغلقي صفحة الفيسبوك, ولا تدخليها مطلقًا حتى تستقيمي على طريق التوبة, وتثبتي على قدم الهداية، وما غلبك من فكر أو حديث نفس فلا حرج عليك فيه، لكن ينبغي عليك أن تحرصي على حراسة خواطرك, وشغل أوقاتك بالأعمال النافعة، واستعيني بالله ولا تعجزي، واعلمي أنّك لن تجدي راحة النفس وطمأنينة القلب إلا في ظلال طاعة الله وأنس القرب منه، قال ابن القيم -رحمه الله-: "فَفِي الْقَلْبِ شَعَثٌ، لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ. وَفِيهِ وَحْشَةٌ، لَا يُزِيلُهَا إِلَّا الْأُنْسُ بِهِ فِي خَلْوَتِهِ. وَفِيهِ حُزْنٌ, لَا يُذْهِبُهُ إِلَّا السُّرُورُ بِمَعْرِفَتِهِ وَصِدْقِ مُعَامَلَتِهِ. وَفِيهِ قَلَقٌ, لَا يُسَكِّنُهُ إِلَّا الِاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وَالْفِرَارُ مِنْهُ إِلَيْهِ. وَفِيهِ نِيرَانُ حَسَرَاتٍ, لَا يُطْفِئُهَا إِلَّا الرِّضَا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَقَضَائِهِ، وَمُعَانَقَةُ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ لِقَائِهِ. وَفِيهِ طَلَبٌ شَدِيدٌ, لَا يَقِفُ دُونَ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَحْدَهُ مَطْلُوبَهُ. وَفِيهِ فَاقَةٌ, لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَدَوَامُ ذِكْرِهِ، وَصِدْقُ الْإِخْلَاصِ لَهُ, وَلَوْ أُعْطِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَمْ تَسُدَّ تِلْكَ الْفَاقَةَ مِنْهُ أَبَدًا."
واعلمي أنّه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.