الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي لسان العرب لابن منظور: قال الأزهري: السَّخاب -بتشديد السين وتخفيف الخاء- كل قلادة كانت ذات جوهر أو لم تكن، قال الشاعر:
ويوم السخاب من تعاجيب ربنا على أنه من بلدة السوء نجاني . انتهى.
وجاء فيه أيضاً: سخاب -بكسر السين- الخيط الذي نظم فيه الخرز.
وفيه كذلك: السخب والصخب بمعنى الصياح، والصاد والسين يجوز في كل كلمة فيها خاء. انتهى.
وقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص حديثاً في بيان صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التوراه وفيه قال: ولا سخاب في الأسواق. وقد كرر البخاري الحديث في كتابه الصحيح في عدة مواضع.. منها ما ترجم له بقوله: "باب كراهية السَّخَب في الأسواق" قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: بفتح المهملة -أي السين- والخاء المعجمة بعدها موحدة -أي الباء-، ويقال فيه: الصخب بالصاد المهملة بدل السين، وهو رفع الصوت بالخصام. انتهى.
والحاصل أن السخاب بفتح السين وتخفيف الخاء تطلق على القلادة، سواء كانت ذات جوهر أو لا، والسخاب بكسر السين وتخفيف الخاء هي الخيط الذي ينظم فيه الخرز، والسخاب بفتح السين وتشديد الخاء هو الذي يرفع صوته عند الخصام.
والله أعلم.