الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان هذه الأبيات عزاها ابن عربي الصوفي لأبي الحسن المسفر السبتي وهو من من القائلين بوحدة الوجود؛ كما قال الزركلي، وقد ذكر فيها عن نفسه ما لا يمكن الاطلاع عليه من حال المقبور، وادعى رؤية الله، والنظر في اللوح، وأنه يرى كل ما بعد أو دنا... إلى غير ذلك من الرمزية التي ذكرها في طعامه وشرابه حيث يقول:
وأنا اليوم أناجي مَلأ * وأرى الله جهاراً عَلَنا
عاكفاً في اللوح أتلو وأرى كان ما كان تناءى أو دنا
وطعامي وشرابي واحدٌ وهو رمز فافهموه حَسَنا
ليس خمراً سائغا أو عسلا لا ولا ماء ولكن لـَبَـنا
وأحوال البرزخ من الغيب الذي يعلم بالوحي؛ كما في حديث البراء، وقد ذكرناه في الفتوى رقم: 10565.
فينبغي للمسلم التأمل في خبر الصادق المصدوق عن الغيب والقبر والآخرة وأن يعد لذلك عدته، وأن يُعرض عن كلام أهل الباطل.
والله أعلم.