الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَسَقَتْهَا، إذْ هِيَ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ.
والصواب أن المرأة كانت مسلمة، وإنما استحقت دخولها النار بسبب سجنها الهرة حتى ماتت، وأنها بإصرارها صارت كبيرة.
قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: وَأَمَّا دُخُولهَا النَّار بِسَبَبِهَا، فَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة، وَإِنَّمَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِ الْهِرَّة ... وَهَذِهِ الْمَعْصِيَة لَيْسَتْ صَغِيرَة، بَلْ صَارَتْ بِإِصْرَارِهَا كَبِيرَة، وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث أَنَّهَا تَخْلُد فِي النَّار. انتهى.
وليس في الحديث ما يخالف ظاهرُه الآيةَ التي ذكرتها من سورة البينة، إذ الآية في الكفار المشركين، ودخولهم النار أبدي، وأما هذه المرأة فمسلمة، استحقت دخول النار، وليس في الحديث أنها تخلد في النار.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 31033، والفتوى رقم: 146189.
والله أعلم.