الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمهما ذكرت عن هذه المدارس، تبقى مدارس غاية في الخطورة على عقيدة، وأخلاق أبناء المسلمين، وسبق بيان مدى خطورتها في الفتوى رقم: 8080. والطفل أمانة عند أبويه، وهما مسؤولان عن أمر تربيته، ونشأته على العقيدة الإسلامية؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها....الحديث.
ورأس المال هو الدين، فمن خسره فقد خسر كل شيء، وما أحسن ما قاله القحطاني في نونيته:
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
ولا شك في أهمية الأمور التي ذكرت من جودة العملية التعليمية، وثقافة الطفل، وعنايته بنفسه ومظهره، ولكن لا فائدة في من وجدها بفوات دينه. ثم إنه يمكن أن يعمل الوالدان على معالجتها بجهود أخرى. وينبغي أيضا شحذ همم القائمين على المدارس الإسلامية لسد الثغرات القائمة من تلك الجهات، وتذكيرهم بأن وجودها في المدارس الأرثوذكسية مع غيابها عن المدارس الإسلامية، باب عظيم من أبواب الفتنة، يقع على المدارس الإسلامية عبء كبير للعمل على سد هذه الأبواب، هذا مع تضافر الجهود بين المدارس، وأولياء أمور الطلاب، وكل حادب على مصلحة أبناء المسلمين من الجهات المسؤولة، ومنظمات الخير، والمجتمع المدني.
والله أعلم.