الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي العلم أولا بأن النفاق نوعان: نفاق أكبر مخرج من الملة، وهو الذي له تعلق بالاعتقاد، ونفاق أصغر لا يخرج منها، ويسمى النفاق العملي.
وقد يكون عند الشخص شيء من النفاق وهو لا يعلم؛ لذلك كان كثير من السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يخشون على أنفسهم من أن يكون عندهم نفاق وهم لا يعلمون؛ جاء في صحيح البخاري عن ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ قَال: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ. وكان عمر -رضي الله عنه- كما جاء في منهاج القاصدين- يسأل حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أنا من المنافقين؟ وهذا لأن كل من علت مرتبته في اليقظة، زاد اتهامه لنفسه؛ لذلك فإن من علامات الإيمان الحذر من النفاق، والخوف منه، كما جاء في صحيح البخاري عن الحَسَنِ البصري قال: مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ.
وأما علاماته فمنها: عدم الخوف منه، ومنها الكذب، والخيانة، والغدر، وإخلاف الوعد، وموالاة أعداء الله .. وانظر الفتوى رقم: 94258، بعنوان: النفاق أنواعه وبداياته، وكيفية التخلص منه.
وأما الحل فإنه يكمن في الإخلاص لله تعالى في كل عمل يقوم به العبد، وفي الابتعاد عن أسباب النفاق وعلاماته، وفي دعاء الله تعالى؛ فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول عند الخوف من عدم الإخلاص: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وانظر الفتوى رقم: 5815، بعنوان: كيفية التخلص من صفات المنافقين.
والله أعلم.