الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الأبيات مشتملة على بعض المنكرات، فمنها:
1- "يا جــواد الأئمة.."، فهذه استغاثة بالميت، وقد بين حكمها بالفتوى رقم: 22722.
2-"فمـا كنـت إلا مثــل طـه نبــويا"، ظاهره اعتباره من جنس الأنبياء، وهذه مصيبة، إذ لا يخفى أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {الأحزاب:40}.
وكثير من كلمات الأبيات المذكورة فيه غلو، ولكن يمكن تأويله، وإنما تعرضنا لما يكاد يستعصي على التأويل.
وأما معاني الأبيات:
أجود النـــاسِ سَخــــاءً وَيداً أنتَ يا مَنْ قدْ سَمى فوْقَ الثريّا
ش: فاليد، يُعبر بها عن الكرم، والنعمة، والثريا: النجم، والمعنى أنه من أجود الناس، وأنه قد فاق النجم.
لَيْتَ شِعْــري أيُّ كَـفَّـيْـكَ رَوَتْ عَطَـشَ الهالـكِ حتّى عـادَ حــيّـا
ش: معناه واضح، وظاهره أنه يحيي الموتى، ولكن يمكن تأويله بأنه قصد يحيى الجهال -موتى القلوب- بنور العلم، ونحو ذلك.
بَلْ كِـلا كَـفـَّـيْــكَ نَخْــــلٌ وجـنى وكِلا كَـفّـِيْــكَ قدْ صارَ سَـــرِيّــا
ش: استعار هنا من قصة مريم عليها السلام، كأن كفيه نخل تفيض بالجنى (الرطب المجني)، والسري، النهر، وهو إشارة إلى نفعه العام، فهو كالنهر للناس.
والله أعلم.