الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد يختص الله سبحانه وتعالى بعض عباده فيطلعه على علامة لليلة القدر، بحيث يحس في نفسه أنها هذه الليلة، كرؤيا يراها في نومه أو تغير يراه في بعض ظواهر الكون ونحو ذلك، فيحصل له من ذلك ما يجزم أو يغلب به على ظنه أنها هي، كما روى البخاري وغيره: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر.
وكما وقع لأبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ فقد روى مسلم في صحيحه وغيره أنه قال: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي، وَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ.. الحديث.
وقد سبق أن بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 6198، 13509، أمارات ليلة القدر، وأن الله تعالى يختص بعض عباده الصالحين بكرامة رؤيتها.
والله أعلم.