الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه والتوكل عليه والاعتصام به من أعظم أسباب الكفاية، كما قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}. وقال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ {الزمر:36}.
فإذا أردت كفاية الله وإعانته فتوكل عليه وفوض أمرك إليه وأحسن ظنك به، فإنه سبحانه عند ظن عبده به، ولا يخيب عبد علق رجاءه بمولاه وفوض إليه جميع أموره، وأكثر من الدعاء بما تشاء من خير الدنيا والآخرة، فإن الدعاء من أعظم أسباب حصول المطلوب واندفاع المرهوب، وليس هناك دعاء معين يلزمك الإتيان به، بل ادع الله بما تشاء موقنا بإجابته سبحانه معلقا قلبك به واثقا بمعونته، عالما أنه لا يرد سائلا ولا يخيب عاملا، واجتهد مع ذلك في أداء حق الله تعالى فعلا للفرائض وإكثارا من النوافل لتنال محبة الله تعالى، كما في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.
فاحرص على طاعة الله واترك معصية الله واعلم أن هذا من أعظم أسباب الحفظ من السوء وحصول خير الدنيا والآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك. رواه الترمذي.
واستعن به سبحانه وأنزل به فاقتك، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو.
والله أعلم.