الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نجد لهذا الكتاب ذكرا في موقع الشيخ، ولا في أحد من المواقع المعتمدة التي تهتم بذكر الكتب، والمصنفين، فنسبته إليه مشكوك فيها، والأصل عدمها حتى يثبت ذلك بالدليل الصحيح.
وأما ادعاء أن علماء المسلمين لا يفكرون إلا في الجنس، والكلام عليه، فهذا كلام مرسل، لا قيمة له من حيث التحقيق العلمي، بل هو كذب، يدل عليه مؤلفاتهم، ودروسهم، وفتاواهم وغير ذلك.
وكلام أهل العلم عن آداب المعاشرة الزوجية، ليس فيه دليل على أنهم لا يفكرون إلا في الجنس، بل فيه بيان لما يباح، وما لا يباح في المعاشرة، وغيره من الآداب التي قد يجهلها بعض الناس، وفي ذلك حفظ للشباب عن اللجوء إلى الطرق غير المشروعة كمشاهدة الأفلام الإباحية، وغيرها من المحرمات.
ومما يبين بطلان هذه الدعوى أن السلف كانوا يتجنبون ذكر ما يتعلق بالأمور الجنسية في مجالسهم، ويأمرون بتجنب ذكرها، فكان بعضهم يقول لأصحابه: جنبوا مجالسنا هذه ذكر البطون، والفروج. خاصة إن كان ذلك وصفًا لما يحدث بين الأزواج، فقد ورد في ذلك النهي عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلّى، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: مَجَالِسَكُمْ، مَجَالِسَكُمْ، هَلْ مِنْكُم الرّجُلُ إذَا أتَى أهْلَهُ أَغْلَقَ بَابَهُ، وَأَرْخَى سِتْرَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُحَدِّثَ، فَيَقُولُ: فَعَلْتُ بِأَهْلِي كَذَا وكَذَا؟ فَسَكَتُوا. فأَقْبَلَ عَلَى النّسَاءِ فقالَ: هَلْ منْكُنّ مَنْ تُحَدّثُ؟ فَجَثَتْ فَتَاةٌ كَعَابٌ عَلَى إِحْدَى رُكْبَتَيْهَا، وَتَطَاوَلَتْ لِيَراهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَسْمَعَ كَلاَمَهَا. فقالتْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِي وَاللهِ، إِنّهُمْ يَتَحَدّثُونَ، وَإِنَهُنّ لَيَتَحَدّثْنَ. فقالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَثَلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ إِنَّ مَثَلَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، مِثْلَ شَيْطَانٍ وشَيْطَانَةٍ لَقي أَحَدُهُما صَاحِبَهُ بِالسِّكَةِ، فَقَضَى حاجَتَهُ مِنْها، وَالنّاسُ يَنْظُرُونَ. رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
والغرب وأذنابهم هم أولى الناس بهذا الوصف، فإنهم ينادون بالثقافة الجنسية صباح مساء، وفتحوا أبوابها على مصراعيها دون ضوابط، وحدود تحفظها.
والواجب نصح أخيك بالمعروف، وبيان خطورة ترك الصلاة، وأن تركها تكاسلا كفر عند جماعة من أهل العلم، واحرص على كشف ما عنده شبهات، وينبغي ان تستعين في ذلك بأهل العلم المختصين.
نسأل الله لنا وله الهداية، والثبات على الحق.
والله أعلم.