الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على مجهودك ونشاطك الدعوي، وبارك الله فيك وتقبل منك، ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل وفيما يتعلق بما تخشاه من الرياء فمادمت تسعى وتجتهد في إخلاص العمل لله سبحانه وتجدد النية عند بدايته، فإن هذا هو المطلوب، وما يخيل إليك ـ بعد ذلك ـ من الرياء فيظهر أنه مجرد وساوس يلقيها الشيطان في نفسك ليصدك عن عمل الخير فلا تلتفت إليها وواصل درب الخير والدعوة إلى الله مع مجاهدة النفس وإلزامها بالإخلاص واستحضار نية العبادة والتقرب إلى الله وطلب الأجر منه سبحانه عند أي عمل تقوم به، وإن أحسست بطروء رياء حقيقي على عملك فادفعه وقم بتجديد النية والإخلاص، وبذلك تحافظ على أجر العمل كاملا ـ إن شاء الله ـ واعلم أن العمل إن كان أصله لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطرا دفعه الإنسان فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه ففي إحباط العمل به خلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره، وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله كالصلاة والصيام والحج، فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة والذكر وإنفاق المال ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ويحتاج إلى تجديد نية، وانظر الفتويين رقم: 49482، ورقم: 248158.
أما فيما يتعلق بكيفية التخلص من الرياء: فراجع الفتويين رقم: 8523 ، ورقم: 134994.
أما عن الإحساس الذي قلت: فيظهر لنا أنه نوع من الوسواس لا أكثر كما تقدم، ولكن إن كنت تشك في أن له علاقة بالعين أو ما شابه فيمكن أن تعرض نفسك على أحد الرقاة الشرعيين.
والله أعلم.