الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول اختصارا لما سألت عنه من التعرف على شريعة الإسلام:
الإسلام هو الدين الخاتم الذي ختم الله به جميع الأديان، ولا يقبل ديناً سواه كما قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [آل عمران:85] وهو دين شامل كامل، صالح لكل مكان ولكل زمان، وهو دين عالمي لكل الشعوب والأمم، وهو دين التوحيد والوحدة والعدالة والرحمة والمساواة، يكفل لمن تمسك به السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة.
ويقوم على أركان خمسة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر الذي رواه الشيخان، قال صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ." هذه هي أركان الإسلام، أما الإيمان فله ستة أركان بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيحين قال: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ."
وإذا بلغ العبد مرحلة من مراقبة الله وخشيته بحيث إنه لما يعبد الله يعبده وكأنه يراه فهذه الدرجة تسمى الإحسان، وجاءت في حديث عمر المتقدم، وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ."
والإسلام يعتني بشؤون الحياة جميعها، من شؤون الفرد وصحته، وشؤون الأسرة وأحكامها، من زواج وطلاق وعِشْرة وقيام بحقوق الزوجة والأبناء والوالدين، وأحكام الميراث، وكذلك يعنى بشؤون المعاملات من بيع وشراء، وإجارة ونحوها، ويهتم بالحقوق للآخرين كحق الجار والصديق، ويحث على عيادة المرضى وصلة الأرحام والإحسان على الخلق جميعاً، قال الله سبحانه: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) [النحل:90]
كما يحث أتباعه على التحلي بمكارم الأخلاق، كالصدق والأمانة والحلم والصبر والشجاعة، وينهاهم عن أراذل الأخلاق ومساوئها كالخيانة والكذب والغش.
والله أعلم.