الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الخوف الذى حصل معك أمر طبيعي يحصل مع بعض الناس عندما يقف أمام مسؤول أو مدير أو غير ذلك ، أو يقف أمام جمع من الناس لم يتعود على الوقوف أمامهم.
ولا أثر له على إيمان الشخص ما دام معتقدا في قرارة نفسه أنه لا ضار ولا نافع إلا الله.
وعليه فلا تشغل نفسك بالوساوس ، واعلم أن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين ، فما دام - والحمد لله - إيمانك ثابتا يقينا فلا تؤثر فيه شكوك لا تستطيع أنت نفسك تفسير سببها.
واعلم أن أيا من التفسيرين اللذين ذكرت لخوفك (محاولة إرضاء المسؤول أو إظهار حسن السلوك) ، لا يعد - على فرض صحته - كفرا أو مقاربا له.
واسمع إلى هذه الكلمة الواضحة التى قالها الشوكاني رحمه الله، لتعلم أن الكفر ليس بهذه البساطة التى تتصور، يقول: فلا بد -أي في الحكم بالكفر- من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه، فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشرك لا سيما مع الجهل بمخالفته لطريقة الإسلام. ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ يلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه. اهـ
فدع عنك كل الوساوس الشيطانية ، ولا تترك عملك لهذا السبب ، وعليك بالدعاء والإعراض التام عن مثل تلك الخواطر ..
وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 51601- 70476.
والله أعلم.