الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليكما فيما حصل -إن شاء الله- ما دمتما لم تتعمدا الجماع مع العلم بوجود الحيض، وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وقال تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}، وقال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم.
وما دمتما قد توقفتما عن الجماع بعد علمكما بالحيض، فقد فعلتما ما وجب عليكما، ولا التفات إلى ما حصل من الشك قبل ذلك، فإن الأصل عدم الحيض، وقد كان يجوز لكما البناء على هذا الأصل.
والله أعلم.