الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز الترعيد عند أئمة القراءة؛ فقد جاء في الإقناع في القراءات السبع لابن البَاذِش الغرناطي: قول الأهوازي: أما الترعيد في القراءة: فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضطربًا, كأنه يرتعد من برد، أو ألم، وربما لحق ذلك من يطلب الألحان. انتهى.
ثم ذكر الخلاف في القراءة بالتلحين، ثم قال: فأما الإقراء به فلا يجوز، ولا بالتطريب، ولا بالترقيص، ولا بالتحزين، ولا بالترعيد، على ذلك وجدت علماء القراءة في سائر الأمصار. انتهى.
وقال مناع القطان في مباحث في علوم القرآن: وقد نبَّه العلماء على ما ابتدعه الناس من ذلك بما يسمى: بـ: الترعيد، أو الترقيص، أو التطريب، أو التحزين، أو الترديد، ونقل ذلك السيوطي في الإتقان، وعبَّر عنه الرافعي في "إعجاز القرآن" بقوله: "ومما ابتُدِع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم، ويقرؤون به على ما يشبه الإيقاع، وهو الغناء!... ومن أنواعه عندهم في أقسام النغم "الترعيد" وهو أن يرعد القارئ صوته، قالوا: كأنه يرعد من البرد أو الألم .انتهى.
وممن نبه على منعه كذلك السخاوي في جمال القراء.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 196957.
والله أعلم.