الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك ويطهر قلبك ويحصن فرجك، كما نسأله سبحانه أن يرزقك بزوجة صالحة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد، وقال الترمذي: حديث حسن.
فتوكل على الله عز وجل وتضرع إليه لييسر لك أمر الزواج، فهو الحل الناجع للإقلاع عن هذه العادة السيئة، وإلى أن ييسر الله لك ذلك نوصيك بالاستعفاف، امتثالا لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ{النور:33}.
ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، فعليك بالاستمرار في مجاهدة نفسك وعدم ترك العنان لها أو محاولة تسويغ المعصية لها، فالغريزة الجنسية أمر موجود في فطرة الناس عموما، ومما يعين على الإقلاع عن تلك العادة السيئة وغيرها ما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ في قوله: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
وقد ذكرنا أيضا بعض النصائح المعينة على ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 76495، 7170، 164945، 225073، 110232، 65187، 194891، وما أحيل عليه فيها.
فنوصيك بمراجعتها ومجاهدة نفسك للإقلاع عن تلك العادة السيئة، كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات في الموقع وإن وقعت في المعصية بعد ذلك فبادر بالاستغفار وتجديد التوبة وفعل الصالحات، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.
وقال عليه الصلاة والسلام: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي، وحسنه.
والله أعلم.