الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الترمذي عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار. حسنه الألباني.
وقد روى ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول عن شيخ من أحنف قال: سمعت عليًّا يقول: تبذل لا تشهر، ولا ترفع شخصك لتذكر وتعلم، وأكثر الصمت تسلم، تسر الأبرار، وتغيظ الفجار.
فإن كان قصده مراءة الناس فهو رياء، وإن كان قصده التشجيع، والمذاكرة، ونحو ذلك، فليس رياء، كما هو ظاهر من الحديث.
وقد بينا في الفتوى رقم: 202867 أن الأصل هو إخفاء العبادة، وأنه يجوز إظهارها لبعض المصالح، كالاقتداء، ونحوه.
والله أعلم.