الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما يتعلق بالضوابط الشرعية لجواز الاشتراك في المسابقات في مواقع الإنترنت، فقد بيناها في جملة من فتاونا، فإذا تحققت هذه الشروط جازت المسابقات الدينية والثقافية، ولا فرق بينهما من حيث الجواز الشرعي، وإن كانت المسابقات الدينية تفضل على المسابقات الثقافية من ناحية أخرى، وهي تعلقها بالآخرة، والآخرة خير وأبقى، وانظر الفتوى رقم: 6350.
ودخول المواقع لغرض المسابقات ينبني على نوع المسابقة، فإن كانت مشروعة؛ فيجوز الدخول إليها، والمشاركة فيها، وإن كانت محرمة، فلا يجوز الدخول إليها، واشتمال المسابقة على قرعة لاختيار أحد الفائزين، ونحوه لا يؤثر على حكمها، بل المعتبر هو توفر الشروط المبينة سابقًا لجواز المشاركة فيها، وانظر الفتوى رقم: 24574.
وأما الاشتراك في الإنترنت بغرض الانتفاع بها، دون أن يكون الحامل على الاشتراك مجرد المسابقة: فلا حرج فيه، وليس ذلك من القمار، بخلاف من اشترك فيها وكان الحامل له على الاشتراك هو الدخول في المسابقات للربح منها، فهنا يكون المبلغ المدفوع للاشتراك مقامرًا به، فقد يجد المشترك بغيته في المسابقات فيربح، وقد لا يجده فيخسر ما اشترك به، فلا يجوز ذلك أيًّا كان نوع المسابقة.
والله أعلم.