الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن سوء الخلق، وجفاء الطبع السخرية من الناس؛ ولذلك نهى الله عنه في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ...{الحجرات:11}.
فهي خلق ذميم، ينم عن غرور، ومرض نفسي . فمن كان سويا، يرحم من أصيب بعاهة، ويتمنى له الشفاء والعافية.
وإنك إذا صبرت على هذا البلاء، رفع الله لك الدرجات، وكفر عنك السيئات؛ وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وينبغي لك أن تكف هذين الشخصين عن السخرية منك بما تقدر عليه من النصح، والزجر، أو أن تشتكيهما الى من يمنعهما. وإذا كان ترك العمل في هذا المكان، والانتقال إلى مكان آخر يمكن أن يكون فيه حل للمشكلة، فافعل. وإن كنت محتاجا إلى الاستمرار في العمل في هذا المكان، فاصبر.
هذا مع العلم بأن مثل هذا العجز الجنسي، لا يمنع شرعا من الإقدام على الزواج، بشرط بيان الحال للزوجة، ورضاها به، كما سبق وأن قررنا في الفتويين: 97026 - 53843.
وأما الانتحار فليس علاجا، ولكنه داء، ولا راحة بعده، وإنما انتقال إلى شقاء، وخسران مبين، فمن الغريب أن تفكر فيه، وأنت مؤمن بالله واليوم الآخر. وراجع بخصوصه الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.