الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم أن يكون أكبر همه وشغله الشاغل في حياته هو رضا خالقه جل وعلا، وقد قال الله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}.
فالتقدم والتطور وإن كان شيئا محمودا ومطلوبا إلا أنه لا ينبغي أن يكون غاية في ذاته، وإنما ينبغي تسخيره كوسيلة لتحقيق عبودية الله عز وجل، فهي الغاية العظمى التي تستحق أن تنفق فيها الأنفاس، وقد سبق الكلام على تحريم الاستمناء وأضراره والوسائل المعينة على التخلص منه في الفتاوى التالية أرقامها: 76495، 7170، 164945، 225073، 110232، 65187، 194891، وما أحيل عليه فيها.
والاستمناء له أضرار عديدة، منها ما يتعلق بصحة الإنسان وقوته، ومنها ما يتعلق بالذاكرة، إضافة إلى أن المعاصي عموما تؤثر على إيمان الإنسان، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومن ثم فإن للاستمناء آثارا سلبية على الإنسان في مجالات متعددة، كالتي ذكرت في السؤال وغيرها، إلا أن تفوق الإنسان له عوامل عديدة، وقد ذكرنا بعض عوامل التفوق في الفتوى رقم: 33707، وما أحيل عليه فيها.
وأما مكافأة الإنسان لنفسه بالاستمناء كلما أنجز شيئا: فبئست المكافأة، بل هذا من تلبيس إبليس، فعجيب أن يقابل العبد توفيق الله له بعصيانه بدلا من شكره، والنعم عموما من تفوق وغيره، إنما تدوم بالشكر، قال سبحانه: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}. وانظر الفتوى رقم: 73736.
والله أعلم.