الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه أولًا على أن تخصيص منتصف شعبان بالصيام غير مشروع؛ لعدم ما يدل على ثبوته, وقد ورد في هذا المجال حديث: إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها. وقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة, كما ضعفه العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين.
وفي مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين: سئل فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى-: نشاهد بعض الناس يخصون الخامس عشر من شعبان بأذكار مخصوصة، وقراءة للقرآن، وصلاة، وصيام، فما هو الصحيح -جزاكم الله خيرًا-؟
فأجاب فضيلته بقوله: الصحيح أن صيام النصف من شعبان، أو تخصيصه بقراءة، أو بذكر لا أصل له، فيوم النصف من شعبان كغيره من أيام النصف في الشهور الأخرى، ومن المعلوم أنه يشرع أن يصوم الإنسان في كل شهر الثلاثة البيض: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، ولكن شعبان له مزية عن غيره في كثرة الصوم، فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر الصيام في شعبان أكثر من غيره، حتى كان يصومه كله، أو إلا قليلاً منه، فينبغي للإنسان إذا لم يشق عليه أن يكثر من الصيام في شعبان اقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.
وعلى هذا، فإفراد يوم الجمعة بالصيام لأجل مصادفة منتصف شعبان غير مشروع, وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 6724، كراهية إفراد يوم الجمعة بالصيام.
والله أعلم.