الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأما كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي ـ رحمه الله تعالى ـ فهو كتاب مختصر جمع فيه مؤلفه أحاديث الأحكام وعامة أحاديثه في الصحيحين، وهو من أنفع الكتب وينصح به المبتدئون، وكذا كتاب عمدة الفقه لابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ فهو كتاب فقهي مختصر نافع يبدأ به طالب العلم المبتدئ ويُعتبر سُلَّمًا لما هو أكبر منه من كتب الفقه كزاد المستقنع في اختصار المقنع للحجاوي المقدسي ولذا، فإن المبتدئ في الفقه يبدأ بالعمدة قبل الزاد، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 131533، وفيها منهج مقترح لطالب الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
وأما الموطأ للإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ وسنن الترمذي رحمه الله تعالى: فهما كتابان كبيران من أمهات الكتب والمراجع في الحديث لا يبدأ بهما طالب العلم المبتدئ.
وأما هل يبدأ بالتفسير؟ فلا شك أن علم التفسير أهم وأولى ما ينبغي لطالب العلم أن يبدأ به، وقد قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ جوابا عن سؤال: ما نصيحة فضيلتكم لمن بدأ بطلب العلم بِمَ يبدأ؟ وما الأهم فالأهم؟ فأجاب بقوله: أنا عندي أن أهم شيء في طلب العلم أن يتعلم الإنسان تفسير كلام الله عز وجل، لأن كلام الله هو العلم كله، قال الله تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ {النحل:89} وكان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً، هذا أهم شيء عندي، وعلى هذا، فيبدأ الشاب ولا سيما الصغار من الشباب بحفظ القرآن، والآن حفظ القرآن ـ ولله الحمد ـ متيسر، في المساجد حلقات يحفظون القرآن وعليهم أمناء من القراء يحفظونهم القرآن. اهــ.
وعلى هذا، إن استطعت أن تجمع بين إكمال حفظ القرآن ودراسة تفسير مختصر له وبين قراءة الفقه، فهذا جيد؛ وإلا فأكمل حفظ القرآن ثم خذ كتابا مختصرا في التفسير اقرأه على أحد المشايخ، ثم تفرغ بعد ذلك لدراسة الفقه وأحاديثه وفقك الله لكل خير.
والله أعلم.