الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تكن حصيلتك العلمية تكفي لمناقشة هؤلاء، وبيان الحق لهم، فترك مناقشتهم، ومجادلتهم هو الذي ينبغي لك، فإنه لا يؤمن أن يثيروا من الشبهات ما تعجز عن رده، أو يستقر شيء منه في قلبك، فيكون ذلك فتنة لك ولهم، والقلوب ضعيفة، والشبه خطافة -كما قال السلف-.
وينبغي لك أن تجتهد في طلب العلم لتتمكن من دفع شبهات المبطلين، وبيان الحق لهم، ولا يجوز لك أن تجالس هؤلاء في الحال التي يتكلمون فيها بالباطل دون إنكار؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}. بل عليك إذا خاضوا في هذا الباطل، وكنت تعجز عن بيان الحق لهم، أو إسكاتهم أن تقوم من هذا المجلس، وليس في ذلك عقوق لوالدتك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل.
والله أعلم.