الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على نص صريح في حكم ذلك، ولا يبعد أن يجري فيه الخلاف الوارد بشأن تقبيل المصحف، فقد تعددت فيه أقوال العلماء، كما سبق في الفتوى رقم: 161517.
واعلم أن مدار تعظيم الله جل وعلا على اتباع شرعه، لا على المظاهر والشكليات والعادات المجردة، فمن أراد السداد والتوفيق في تعظيم اسم الله وغيره من معظمات الدين فليتبع الهدي النبوي في ذلك، قال ابن الحاج في المدخل: فكل ما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم نعظمه ونتبعه فيه, فتعظيم المصحف قراءته, والعمل بما فيه لا تقبيله ولا القيام إليه كما يفعل بعضهم في هذا الزمان, وكذلك المسجد تعظيمه الصلاة فيه لا التمسح بجدرانه، وكذلك الورقة يجدها الإنسان في الطريق فيها اسم من أسمائه تعالى, أو اسم نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ترفيعه إزالة الورقة من موضع المهانة إلى موضع ترفع فيه لا بتقبيلها, وكذلك الخبز يجده الإنسان ملقى بين الأرجل، تعظيمه أكله لا تقبيله، وكذلك الولي تعظيمه اتباعه لا تقبيل يده وقدمه, ولا التمسح به, فكذلك ما نحن بسبيله تعظيمه باتباعه لا بالابتداع عنده. اهـ.
والله أعلم.