الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تجتهدي في الدعاء بأن يرزقك الله زوجًا صالحًا، وأن تصرفي قلبك عن التعلق بهذا الرجل، وتشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك.
وإذا تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه فلا ترديه، واعلمي أنه لا سبيل للعبد للاطلاع على الغيب، لكن ثقي بأن أقدار الله عز وجل يجريها على عباده بحكمته البالغة، ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، فلا تأسفي على فوات الزواج من هذا الرجل، وثقي بأن الله قد يصرف عنك شيئًا ترغبين فيه، ويدخر لك خيرًا منه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
قال ابن القيم -رحمه الله-: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه، وحكمته، ولطفه، لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئًا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليًّا.
والله أعلم.