الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الله جل وعلا قد حرم مجرد التأفيف للوالدين، فكيف بسبهما وشتمهما، أو أحدهما؟ فلا شك في حرمة ذلك، ولو كان السب سرًّا، ولو كان بسبب شح الوالد.
وإذا كان الوالد كافرًا، فإن بره واجب، فمن باب أولى من كان مسلمًا شحيحًا، فقد قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان:14-15].
فسب الوالدين عقوق، وعلامة خذلان، يخشى على صاحبه أن تعجل له عقوبة هذا الذنب في الدنيا قبل الآخرة، ففي الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ، والطبراني، وصححه الألباني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 19857.
والله أعلم.