مدار أمراض القلوب، وسبب تعرضها للفتن، وطريقة السلف في محاربتها

15-5-2014 | إسلام ويب

السؤال:
كيف تأتي أمراض القلوب للمؤمن في حين أنها تفتك به؟ فلماذا هي لا تأتي الذين يهديهم الله في البداية بما أنها تستطيع كسر هذا الطريق أمامهم؟ وهل السلف كانوا يتواصون للحذر من أمراض القلوب، وكانوا يعلمونها ويتجنبونها؟ ومن أين لهم ذلك؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فاعلم أن مدار أمراض القلوب على أصلين: فساد العلم وفساد القصد ، وهما ينشآن من الفتن التي تعرض على القلوب ، ففتن الشبهات توجب فساد العلم ، وفتن الشهوات توجب فساد القصد ، فالفتن بنوعيها هي أسباب أمراض القلوب.
وراجع لمزيد الفائدة مقالنا على الرابط التالي:
https://www.islamweb.net/ar/article/168493
وكذلك الفتوى رقم: 97227.

والفتن هذه لا تعرض للعباد لمجرد صدهم عن طريق الهداية وإثنائهم عنها ، وإنما تعرض على قلوبهم حتى يتميز الصادق من الكاذب. قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت2 ، 3}
وقد كان السلف الصالح يدركون خطورة أمراض القلوب ، كما قال التابعي الجليل ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه.

ونقل ابن رجب في جامع العلوم والحكم عن سهل بن عبد الله التستري قوله : ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب. وقول يوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر.
وهذه النصوص وغيرها تدل على إدراك السلف لخطورة أمراض القلوب واهتمامهم بتوقيها والحذر منها ، وذلك لما علموه من نصوص الكتاب والسنة الدالة على مكانة أعمال القلوب وعجائب أحوالها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" متفق عليه
وانظر الفتاوى أرقام: 17323، 49609، 117096.

والله أعلم.

www.islamweb.net