حكم استغلال الموظف وقت فراغه في العمل بما يعود عليه بالنفع

13-5-2014 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي حول عملي الذي أحصل منه على مرتب شهري: فتخصصي في مجال تقنية المعلومات، وأعمل في شركة نفطية، والمرتب الشهري الذي أحصل عليه مرتب عال جداً مقابل المهام اليومية التي أقوم بها في عملي، وذلك بحكم أن الشركات النفطية تعطي راتبًا أعلى، وحصلت على وظيفتي بفضل الله تعالى وتسهيل منه دون حول مني، أو من أحد، أو قوة، بحسب إعلان الوظيفة، والمهام المطلوبة كانت تختلف قليلاً عما أقوم به الآن، حيث تمر أيام في عملي ولا أقوم بمهام يومية، والمطلوب مني هو العمل على تحليل أنظمة قد تعمل الشركة عليها مستقبلاً، وأستغل وقت فراغي في تطوير نفسي، أو عمل أشياء تخصني، وإلا فإن وقتي سيمر دون أي فائدة ـ 8 ساعات يوميًا من خمسة أيام أسبوعيًا ـ وأحيانًا أصاب بالملل من الروتين الخفيف في العمل، وأصاب بالكسل عند القيام بأي مهمة مطلوبة مني، فهل الراتب العالي الذي أحصل عليه آخر الشهر تدخله شبهة أو إثم؟ وإذا تركت وظيفتي هذه فقد لا أجد عملًا آخر بهذا الدخل المرتفع، وتكون طبيعة العمل فيه أصعب.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تؤدين عملك على الوجه المطلوب، فلا حرج عليك في الاستفادة من وقت فراغك فيما ينفعك، ويزيدك علمًا وخبرة، جاء في فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى ـ حول ذات المسألة بأنه: إذا لم يكن لدى العامل عمل، فلا حرج في قراءة القرآن, ونحوه, وهو خير من السكوت, أما إذا كانت القراءة تشغل الموظف عن شيء يتعلق بعمله، فلا يجوز له ذلك؛ لأن الوقت مخصص للعمل, فلا يجوز له أن يشغله بما يعوقه عن العمل .انتهى بتصرف.

وكون العمل قليلًا، وقد تمر ساعات دون عمل، فهذا لا يؤثر في راتبك؛ لأنك تستحقينه بمجرد التمكين من استيفاء المنفعة، جاء في الموسوعة الفقهية: وإذا استوفى المستأجر المنافع، أو مضت المدة، ولا حاجز له عن الانتفاع، استقر الأجر؛ لأنه قبض المعقود عليه، فاستقر البدل، أو لأن المنافع تلفت باختياره. انتهى.

وعليه، فلا يلزمك ترك ذلك العمل، ولا البحث عن غيره.

والله أعلم.

www.islamweb.net