الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل منك، وأن يعينك على طاعته، فابق على أورادك لا تقطعها لاحتمال الرياء، أو لكونك بين الناس، قال ابن تيمية رحمه الله: ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك، فإنه يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص، ولهذا قال الفضيل بن عياض: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك ـ وفعله في مكانه الذي تكون فيه معيشته التي يستعين بها على عبادة الله خير له من أن يفعله حيث تتعطل معيشته ويشتغل قلبه بسبب ذلك، فإن الصلاة كلما كانت أجمع للقلب وأبعد من الوسواس كانت أكمل. انتهى.
وأما قطع الصوم لمصلحة أخرى، كالبر والصلة، وإكرام الناس، فقد بينا جوازه، وأنه منوط بالمصلحة، وراجع الفتوى رقم: 11515.
ويمكنك أن تحاول الأكل مع الوالدين في أيام فطرك، حتى لا يشعرا بالجفاء، ولو أمراك بالفطر لزمك، قال الحسن في رجل يصوم ـ يعني تطوعا ـ فتأمره أمه أن يفطر: فليفطر ولا قضاء عليه، وله أجر الصوم وأجر البر. صحح إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح.
وراجع الفتوى رقم: 165713.
والله أعلم.