الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث بهذا اللفظ منكر، وأما الذي صح: فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام في أحسن صورة. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 139438، وما أحيل عليه فيها.
وأما بالنسبة للوسوسة المتعلقة بما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، فمرد ما يشكل منها إلى أحد أمرين:
ـ فإما أنها لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم أصلا، وبالتالي فما فيها من الخطأ أو مخالفة العقل أو الواقع ونحو ذلك، لا يصح نسبته إلى النبي المعصوم صلوات الله وتسليماته عليه.
ـ وإما أنها صحيحة، ولكن أسيء فهمها، وحملت على غير مراد النبي صلى الله عليه وسلم منها.
وعلاج ذلك أن يرد العلم إلى عالمه، ويرجع في معناها إلى أهل العلم الراسخين، الذين يردون المتشابه إلى المحكم ويجمعون كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعضه إلى بعض، ويعرفون أحواله وسيرته وهديه، وأحوال أصحابه الكرام وأقوالهم في مسائل العلم، قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل: 43}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
والعِيّ هو الجهل.
وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد: يلزم كل مؤمن ومؤمنة إذا جهل شيئا من أمر دينه أن يسأل عنه. اهـ.
ثم إن من آنس من نفسه ضعفا في الفهم والتحصيل، لزمه أن يكفها عما لا تحسنه، ولا يعرضها لما لا تبلغه، ويكتفي من العلم بالواضحات، ولا يفتش عن الشبهات، ولا يطالع كلام أعداء الدين وأهل الأهواء، ويلجأ إلى الله تعالى، ويسأله أن يجنبه مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يُصرِّف قلبه ويثبته على الدين الحق.
والله أعلم.