الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اقتراض الأموال من البنوك الربوية لا يجوز، لأنه رباً محرم سواء كان القصد منه النفقة والاستهلاك، أم كان القصد منه التجارة والاستثمار، ومع أن الله تعالى حرم الربا بجميع صوره، كما حرم بقية المحرمات، فقد أباح للمضطر ارتكابها بقدر ضرورته، فقال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]. وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173].
ومن جملة ما يباح عند الضرورة أكل الربا، وإننا لا نرى مجرد شوقك إلى الزواج ضرورة للتعامل بالربا، لكن إذا استنفذت جميع السبل التي تعينك على تأجيله، وخشيت من الوقوع في الفاحشة، خشية محققة أو تغلب على ظنك، فعند ذلك يجوز لك أخذ جزء من المال يكفي لزواجك وما يلزمه دون تجاوز الحد الذي دعت إليه الضرورة، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 3116 - 6501 - 1420 - 1297 .
وليعلم أن اتخاذ الوسائل المعينة على تأجيل الزواج يجب أن يقدم على هذا الأمر، ومن أهم هذه الوسائل غض البصر والصيام وعدم التواجد في أماكن الفتن والشهوات، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 22562 - والفتوى رقم: 20078.
والله أعلم.