الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالهدى هدى الله سبحانه، فلا تيأس من رحمته ولا تقنط من روحه، وأقبل عليه سبحانه يهدك صراطه المستقيم، وأكثر من الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وجاهد نفسك على فعل الخير مؤديا للفرائض مستكثرا ما أمكنك من النوافل، واحرص على طلب العلم، فإن به تدفع أمراض القلوب واصحب الصالحين فبصحبتهم تنال الخير في الدنيا والآخرة، واعلم أنك متى صدقت في مجاهدة نفسك، فإن الله تعالى يعينك ويوفقك، وستصير بإذنه تعالى إلى حال أفضل مما كنت عليه من قبل، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وتب إلى ربك توبة صادقة نصوحا، فإن التوبة تمحو ما قبلها من الآثام، فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم ورحمته أوسع، قال الله: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وسله سبحانه صلاح قلبك والمعونة على فعل الخير، فإنه من يهده الله، فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
والله أعلم.