الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من كون الأمور القلبية من المحبة، والكره لا يتحكم فيها الإنسان ليس على إطلاقه، نعم هنالك الخواطر التي قد تهجم على قلب الإنسان، فهذه لا إرادة له فيها، ولا يؤاخذ بذلك، ولكن يطلب منه شرعا، بل يجب عليه مدافعتها، وعدم الاسترسال معها، وأما الاسترسال مع هذه الخواطر بحيث تستقر في القلب، وتصبح عقيدة يعتقدها المسلم، ويطمئن بها قلبه، فهذا يؤاخذ به صاحبه قطعا.
ولا يجوز للمسلم أن يكره شيئا في الجنة من الحور العين أو غيرهن، ومن الغريب حقا أن يكون منك - وأنت أنثى - كره الحور العين لهذه الأمور، والعادة في نساء الدنيا حب المرأة في نفسها لأن تكون كذلك، أي في رقة، ونعومة، وزينة، ودلال ليرغب فيها الرجال، ويقبل عليها الأزواج، وتكون المرأة على حظوة مع زوجها.
فنصيحتنا لك أن تدفعي عن نفسك هذه الأفكار، وتصرفي همتك إلى ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.