الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنه تنبغي المبادرة إلى الزواج، فمهما أمكن تعجيله فهو أولى؛ لأنه من الخير، والله تعالى قد أمر بالمسارعة في أمور الخير، وعدم التواني فيها، كما قال سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة:148}.
هذا بالإضافة إلى أن الأعمار محدودة، والآجال معدودة، ونوائب الدهر كثيرة، فكل هذا مما قد يفوت على المسلم هذا الخير، وللمزيد فيما يتعلق بمصالح الزواج نرجو مراجعة الفتوى رقم: 219301.
ولا ينبغي للمرأة التشدد في أوصاف من تبتغيه زوجًا، فالكمال عزيز، بل الأولى أن تسدد وتقارب وتختار أفضل من تجد ممن يثنى عليه خيرًا، وتفوض بعدها أمرها إلى الله سبحانه، وهنا تكمن أهمية الاستخارة بعد الاستشارة، فبينهما يكون التوفيق ـ بإذن الله ـ وراجعي الفتويين رقم: 19333، ورقم: 160347.
ولا شك في أن الزواج من الرزق، فيأتي المسلمة ما كتب لها منه، فإن تأخر أمر الزواج بعد بذل الجهد فما عليها إلا أن تصبر، وعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، وراجعي في فضله الفتوى رقم: 18103.
فلا يصح أن يقال إذن إنه لا فائدة من الصبر.
والله أعلم.