الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الصلوات التي صليتها دون أن تتوضئي من هذه الإفرازات، ففي صحتها خلاف بين العلماء، فإن المالكية يرون صحتها لكونهم لا يوجبون الوضوء من الحدث الدائم، وقولهم هذا له قوة واتجاه على ما بيناه في الفتوى رقم: 141250، وإن كنا لا نفتي بهذا القول، لكن لا حرج عليك في العمل به ما دام فعلك قد وافق قولًا معتبرًا على ما بيناه في الفتوى رقم: 125010.
وأما قضاؤك الصلوات التي تعمدت تركها، فهو محل خلاف كذلك، وقد أوضحنا هذا الخلاف في الفتوى رقم: 128781، وحيث أردت القضاء، فإن الواجب عليك أن تقضي بحسب استطاعتك، بما لا تتضررين به في بدنك، أو في معيشة تحتاجينها، وذهب فقهاء المالكية إلى أنه يكفيك صلاة يومين مع كل يوم، ولبيان كيفية القضاء راجعي الفتوى رقم: 70806.
وإذا كنت مصابة بسلس الرطوبات - كما ذكرت - فإنك تتوضئين بعد دخول الوقت، وتصلين ما شئت من الفروض المؤداة، أو المقضية، وما أردت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت الذي توضأت بعد دخوله، وراجعي الفتوى رقم: 98130.
وأما صومك فإنه صحيح، وإن كنت تركت الصلاة، فإن الصوم ليس من شرطه الطهارة، ومعصية ترك الصلاة لا تبطل الصوم.
وأما الصفرة والكدرة فقد بينا حكمهما، ومتى تعدان حيضًا في الفتوى رقم: 134502، فإن كنت صمت مع وجود هذه الصفرة أو الكدرة التي تعد حيضًا، فعليك أن تقضي تلك الأيام التي صمتها والحال هذه؛ لأن صوم الحائض لا يصح.
والله أعلم.