الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك الهداية والأوبة، ونسأل الله تعالى أن يحفظك، ويحفظ لك دينك، ويزيدك هدى، وتقى، وصلاحا، ويصرف عنك كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، إنه قريب مجيب.
وإن صح ما ذكرت أن هنالك شخصا يتكلم عنك بالسوء، ويسعى في فضح أمرك، وذكر ما كان منك في الماضي من سوء، فإنه بذلك مخطئ خطأ بينا، ومعتد أثيم، فالستر على المسلم العاصي واجب، وخاصة إن كان قد تاب واستقام أمره، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 58259 ، والفتوى رقم: 146575.
وهنالك بعض الأمور نود أن نرشدك إليها، ومنها:
أولا: الصبر، فهو خير معين على التسلي عن البلاء، ومفتاح لكل خير، ويمكنك مطالعة بعض النصوص الواردة في فضله في الفتوى رقم: 18103.
ثانيا: كثرة الدعاء بالعافية والستر. وأن يحفظك الله من كيد هذا الرجل وشره، وننصح هنا بالدعاء الوارد بالحديث الذي رواه أبو داود عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم .
عسى الله أن يرد عنك كيده بما شاء، وإن بشيء لا يخطر لك على بال، وما ذلك على الله بعزيز، فهو على كل شيء قدير وكل شيء عليه يسير.
ثالثا: أن تسلطي عليه من الفضلاء من يذكره بالله تعالى، ويخوفه من خطورة ما يفعل، وأن الله تعالى قد يسلط عليه من يفضحه؛ روى الترمذي عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. أي بيته.
رابعا: إن لم يزدجر فيمكن تهديده برفع الأمر إلى من يمكنه أن يأخذ على يده، ويمنعه من هذا الفعل الشنيع الذي يقوم به. وعلى زوجك أن يعينك في هذا الجانب، ويعمل على كل ما يدفع عنك شر هذا الرجل.
خامسا: لك الحق في أن تستخدمي المعاريض، فتنفي قيامك بما يشيعه عنك، تعنين أنك لم تقومي بفعله بعد التوبة، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 58927.
سادسا: ليس لك الحق في طلب الطلاق من زوجك، فطلب الطلاق منهي عنه إلا لسبب معتبر شرعا؛ وراجعي الفتوى رقم: 37112. وإن كان الرحيل عن المكان الذي تقيمون فيه قد يكون سببا للحل، فلا بأس بأن تعرضي هذا الأمر على زوجك.
والله أعلم.