الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا أصل للدعاء المذكور أو الأعمال المذكورة.
وبخصوص قصة الحصان المذكورة، فقد أوردها الشيخ علوي السقاف في موقع الدرر السنية تحت الأحاديث المنتشرة في الإنترنت، وحكم عليها بالكذب.
وقد ذكرنا بعض الأمور التي تحبب العبد إلى الناس في الفتوى رقم: 75982 وما أحيل عليه فيها.
ومن الأمور التي تضفي نورًا وجمالًا على الوجه:
- الإكثار من الحسنات، واجتناب الذنوب والمعاصي، قال ابن القيم في آثار الذنوب والمعاصي: ومنها: ظلمة يجدها في قلبه حقيقةً، يحسّ بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهمَّ، فتصير ظلمةُ المعصية لقلبه كالظلمة الحسّية لبصره، فإنّ الطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلّما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتّى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة، وهو لا يشعر، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سوادًا فيه يراه كلّ أحد، قال عبد الله بن عباس: إنّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإنّ للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغِضةً في قلوب الخلق.
- ومن ذلك أيضًا: كثرة الصلاة، وخاصة قيام الليل، والإخلاص لله تعالى فيه، فإنه يكسو وجه صاحبه نورًا؛ فإن الجزاء من جنس العمل، فإنهم لما احتملوا ظلمة الليل، وهانت عليهم مكابدتها، جازاهم الله بأن نور وجوههم.
قيل للحسن: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ قال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره. فضل قيام الليل والتهجد للآجري
وجاء في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ {الفتح:29} وقال السدي: الصلاة تحسن وجوههم، وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.
وكذلك نشر أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وتبليغها للناس، فعن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
جاء في عون المعبود: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ الدُّعَاء لَهُ بِالنَّضَارَةِ وَهِيَ النِّعْمَة وَالْبَهْجَة, يُقَال نَضَرَهُ اللَّه وَنَضَّرَهُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيل، وَأَجْوَدُهُمَا التَّخْفِيفُ. اِنْتَهَى. وَقَالَ فِي النِّهَايَة: نَضَّرَهُ وَنَضَرَهُ وَأَنْضَرَهُ أَيْ نَعَّمَهُ، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد مِنْ النَّضَارَة, وَهِيَ فِي الْأَصْل حُسْن الْوَجْه وَالْبَرِيق, وَإِنَّمَا أَرَادَ حُسْن خُلُقه وَقَدْره. اِنْتَهَى. قَالَ السُّيُوطِيُّ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَابِر: أَيْ أَلْبَسَهُ نَضْرَة وَحُسْنًا وَخُلُوصَ لَوْنٍ وَزِينَةً وَجَمَالًا, أَوْ أَوْصَلَهُ اللَّه لِنَضْرَةِ الْجَنَّة نَعِيمًا وَنَضَارَة. قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً} {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}. قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُب حَدِيثًا إِلَّا وَفِي وَجْهه نَضْرَة, رَوَاهُ الْخَطِيب.
والله أعلم.