الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبوزيد رحمه الله: وتُكرهُ التَّسميةُ بكُلِّ اسمٍ مُضافٍ مِن اسمٍ أو مصدرٍ أو صفةٍ مُشبَّهة مضافةٍ إلى لفظِ الدينِ ولفظ الإسلام، مثل: نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام... وكان النوويُّ ـ رحمه الله تعالى ـ يكرهُ تلقيبهُ بمُحيي الدِّين، وشيخُ الإسلام ابنُ تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ يكْرهُ تلقيبهُ بتقيِّ الدِّين، ويقولُ: لكنَّ أهْلي لقَّبوني بذلك فاشتهر.
وهذه الكراهة ليست على وجه المنع، كما قال الحافظ في الفتح: وَقَدْ غَيَّرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَة أَسْمَاءٍ وَلَيْسَ مَا غَيَّرَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْمَنْعِ مِنَ التَّسَمِّي بِهَا، بَلْ عَلَى وَجْهِ الِاخْتِيَارِ، وَمِنْ ثَمَّ أَجَازَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُسَمَّى الرَّجُلُ الْقَبِيحُ بِحَسَنٍ، وَالْفَاسِدُ بِصَالِحٍ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُلْزِمْ حَزْنًا لَمَّا امْتَنَعَ مِنْ تَحْوِيلِ اسْمِهِ إِلَى سَهْلٍ بِذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَازِمًا لَمَا أَقَرَّهُ عَلَى قَوْلِهِ لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قال العلماء: لم يلزمه النبي صلى الله عليه وسلم بالانتقال عن اسمه على كل حال، ولو كان ذلك منكرا أو إثمًا لجبره صلى الله عليه وسلم على تغييره، لأنه لا يقر على إثم أو منكر. اهـ
فتبين مما ذكر أن التسمية بعز الدين لا تحرم، وقد علمت أن غيرها من الأسماء الحسنة أولى منها.
والله أعلم.