الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرى أن الأفضل ترك هذا النوع من المزاح، لما فيه من السخرية، ولما يخشي منه من دخول العجب على قلب من يقال له ذلك، وقصر اهتمامه على العناية بظاهره المجرد دون تزكية باطنه، وقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي بكرة ـ رضي الله عنه: أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك قطعت عنق صاحبك، يقوله مرارا، إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك، والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحدا.
ثم إن من شروط المزاح المباح أن يكون صدقا، والمزاح المذكور في السؤال ظاهره الكذب، إلا أن يكون قصد المازح أن صاحبه كالعلماء والمشايخ في هيئتهم، فحينئذ لا يكون هذا كذبا، إلا أنا ننصح بتجنبه ـ لما سبق أن ذكرنا ـ وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 61644، وما أحيل عليه فيها، والفتويين رقم: 15399، ورقم: 177845.
والله أعلم.