الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيخ - رحمه الله تعالى - قد بين مقصوده في مجموع فتاواه ورسائله بقوله .. ففي الأمور الشرعية يقال: "الله ورسوله أعلم" وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك؛ ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}؛ لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرى العمل بعد موته.
وما قاله الشيخ - رحمه الله - صحيح، وقصده منه واضح، وهو نفي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للعمل في الدنيا بعد وفاته، وليس قصده نفي ما تضمنته الآية من المعاني الأخرى، كعرض العمل على الله ورسوله والمؤمنين يوم القيامة؛ فقد جاء في تفسيره لهذه الآية في مجموع الفتاوى: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} قال ابن كثير، وغيره: قال مجاهد: هذا وعيد - يعني من الله تعالى - للمخالفين أوامره، بأن أعمالهم ستعرض عليه، وعلى الرسول والمؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا، والرؤية هنا شاملة للعلمية والبصرية.
وجاء في مجموع فتاوى ابن باز - رحمه الله -: على المؤمن الأخذ بالأسباب، والقيام بما أوجب الله عليه، وتركه ما حرم الله عليه، عملًا بقول الله عز وجل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
والله أعلم.