الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يلبسك ثوب الصحة والعافية، وأن يعيذك من شر الشيطان ونفثه ونفخه، وننصحك بالرقية الشرعية، والتماسها ممن يوثق في علمه وورعه.
وأما مسألة التقديم للحصول على المعونة: فلا حرج فيه، لكن شريطة أن تبين للجهة المسؤولة حقيقة الأمر، ولا تغشها، أو تحتال عليها بتزوير، أو غيره.
واحذر من الخلوة والفراغ، واشغل نفسك دائمًا بالعمل، والقراءة، وغيرها، ولا تتجاوب مع ما يخيل إليك من أصوات، أو تسمعه، بل أعرض عنه صفحًا كأنه لا يعنيك؛ لأن تجاوبك معه، واستماعك إليه مما يزيده تمكنًا، وأكثر من قول الآية: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ {المؤمنون:98،97}
وأما الزكاة: فلها مصارف حصرها الله تعالى في الآية (60) من سورة التوبة، فقال: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
وعليه، فإن كان لديك ما يكفي مؤنة عيشك، أو تقدر على التكسب، وتحصيل حاجتك، فلست من مصارف الزكاة، لحديث عبيد الله بن عدى بن الخيار: أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فصعد فيهما البصر وصوبه، فرآهما جلدين، فقال: إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.
وكونك تبدوا عصبيًا أحيانًا في العمل ليس عذرًا لتركه، وأنواع الأعمال كثيرة، واليد العليا خير من اليد السفلى.
وأما الصدقة من غير الزكاة: فلا حرج عليك في قبولها إذا أعطيت لك، لكن ما ننصحك به هو الترفع عن ذلك، وألا تكون يدك هي السفلى ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وللفائدة انظر الفتويين رقم: 20195، 23333.
والله أعلم.